Minggu, 16 Januari 2011

RISALAH TAFSIR AL FATIHAH

رسالة


 تفسير سورة الفا تحة


بقلم

الفقير إلى رحمة الله الخبير

محمد محسن بن عامر

عفاالله عنهما وعن المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)

فاتحة الكتاب يقال لها: الفاتحة، أي فاتحة الكتاب خطا، وبها تفتح القراءة في الصلاة ويقال لها أيضا: أم الكتاب عند الجمهور ويقال لها: الحمد، ويقال لها الصلاة، لأنها شرط فى الصلاة . ويقال لها الشفاء لما رواه الدارمي عن أبي سعيد مرفوعا: " فاتحة الكتاب شفاء من كل سَم"

روي عن مجاهد أنه قال : سورة فاتحة الكتاب مدنية ، وروى أبو صالح عن ابن عباس أنه قال : هي مكية . ويقال : نصفها نزل بمكة ونصفها نزل بالمدينة . حدثنا الحاكم أبو الفضل ، محمد بن الحسين الحدادي قال : حدثنا أبو حامد المروزي قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا عمر بن يونس قال : حدثنا جهضم بن عبد الله بن العلاء عن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ فِي كِتَابِ الله لَسُورَةً مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى نَبِيٍ مِثْلَهَا ، فسأله أبي بن كعب عنها فقال : إنِّي لأرْجُو أنْ لا تَخْرُجَ مِنَ البَابِ حَتَّى تَعْلَمَهَا ، فجعلتُ أتبطَّأ ، ثم سأله أبيٌّ عنها فقال : كَيْفَ تَقْرَأُ فِي صَلاتِكَ ؟ قال : بأمِّ الكتاب . فقال : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالقُرْآنِ مِثْلُهَا ، وَإنَّهَا السَّبْعُ المَثَانِي وَالقُرآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُهُ " وقال بعضهم : السبع المثاني ، هي السبع الطوال سورة : البقرة ، وآل عمران ، والخمس التي بعدها وأما المثاني: فيحتمل أن يكون مشتقاً من الثناء لنا فيها من الثناء على الله تعالى، ويحتمل أن يكون من الثنيا لأن الله استثناها لهذه الأمة، ويحتمل أن يكون من التثنية، قيل لأنها تثني في كل ركعة، ويقويه ما أخرجه ابن جرير بسند حسن عن عمر قال: السبع المثاني فاتحة الكتاب، تثنَّى في كل ركعة. وقيل لأنها تثنّى بصورة أخرى. وسميت أيضا الوافية، كان سفيان بن عينية يسميها به لأنها وافية بما في القرآن من المعاني والكافية، لأنها تكفي في الصلاة عن غيرها ولا يكفي غيرها عنها. و الأساس لأنها أصل القرآن وأول سورة فيه.

والنور. و سورة الحمد وسورة الشكر.

وقال : حدثنا أبي قال : حدثنا أبو عبد الله ، محمد بن حامد الخزعوني قال : حدثنا علي بن إسحاق قال : حدثنا محمد بن مروان ، عن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبي صالح ، مولى أم هانىء ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (الحمدُ لِله) وهو مبتدأ وخبر. وروي عن سفيان بن عيينة ورؤبة بن العجاج أنهما قالا "الحمدَ لِله" بالنصب وهو على إضمار فعل، وقرأ ابن أبي عبلة: "الحمدُ لُله" بضم الدال واللام لكنه شاذ، وعن الحسن وزيد بن علي: "الحمدِ لِله" بكسر الدال

(الْحَمْدُ لِلَّهِ) : الشكر خالصًا لله جل ثناؤه دون سائر ما يُعبد من دونه . حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عُمارة، قال: حدثنا أبو رَوْق، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: قال جبريل لمحمد صلى الله عليهما: قل يا محمد "الحمد لله " قال ابن عباس: "الحمد لله": هو الشكر لله، والاستخذاء لله، والإقرار بنعمته وهدايته وابتدائه، وغير ذلك.

نعرف أن فى هذاالبحث ثلاثة ألفاظ : المدح والحمدلله والشكر . فالمدح قد يحصل للحى ولغير الحى مثل مارأى لؤلؤا فى غاية الحسن والرجل الذى لايزال يعمل عملا صالحا فيمدحُهما . وأما الحمدلله الثناء الجميل بماأنعم الله تعالى التى لاتحصى عددها. ولذلك كان المدح أعم من الحمد . وقيل إن الحمد والشكر لافرق بيهما. وقال الماوردى فى تفسيره : فأما الفرق بين الحمد والمدح ، فهو أن الحمد لا يستحق إلا على فعلٍ حسن ، والمدح قد يكون على فعل وغير فعل ، فكلُّ حمدٍ مدحٌ وليْسَ كل مدحٍ حمداً ، ولهذا جاز أن يمدح الله تعالى على صفته ، بأنه عالم قادر ، ولم يجز أن يحمد به ، لأن العلم والقدرة من صفات ذاته ، لا من صفات أفعاله ، ويجوز أن يمدح ويحمد على صفته ، بأنه خالق رازق لأن الخلق والرزق من صفات فعله لا من صفات ذاته .

وقال أهل اللغة : الحمد هو الثناء الجميل ، وحمد الله تعالى هو : الثناء عليه بصفاته الحسنى ، وبما أنعم على عباده ، ويكون في الحمد معنى الشكر وفيه معنى المدح وهو أعم من الشكر ، لأن الحمد يوضع موضع الشكر ، ولا يوضع الشكر موضع الحمد . وقال بعضهم : الشكر أعم ، لأنه باللسان وبالجوارح وبالقلب ، والحمد يكون باللسان خاصة . كما قال { اعملوا ءَالَ دَاوُودَ شُكْراً } [ سبأ : 13].

وقال ابن عباس معنى الحمد الشكر لله ، يعني الشكر لله على نعمائه كلها وقد قيل : ( الحمد لله ) يعني الوحدانية لله . وقد قيل : الألوهية لله . وروي عن قتادة أنه قال : معناه الحمد لله ، الذي لم يجعلنا من المغضوب عليهم ولا الضالين .

ونعرف أن الحمد لله ثمانية أحرف وأبواب الجنة ثمانية . فمن قال هذه الثمانية عن صفتء قلبه استحق ثمانية أبواب الجنة .

ونعرف أن أول كلمة ذكرها آدم عليه السلام هو الحمد لله وآخر كلمة يذكرها أهل الجنة هو الحمدلله .

وقوله تعالى{ رَبّ العالمين } هو خالق الخلق ورازقهم ومربيهم ومحولهم من حال إلى حال ، من نطفة إلى علقة ، ومن علقة إلى مضغة . والرب في اللغة : هو السيد قال الله تعالى : { ارجع إلى رَبِّكَ } [ يوسف : 50 ] ، يعني إلى سيدك . والربّ : هو المالك يقال : ربّ الدار ، وربّ الدابة والرب هو المربي من قولك : ربى يربي .

وقوله تعالى : ( العالمين ) جمع عَالَمٍ ، وهو كل موجود سوى اللَّه تعالى، يقال لجملته : عَالَمٌ ، ولأجزائه من الإنس والجن وغير ذلك عَالَمٌ ، عَالَمٌ ، وبحسب ذلك يجمع على العَالَمِينَ ، ومن حيثُ عالَمُ الزمانِ متبدِّلٌ في زمان آخر ، ولفظ العالَمِ جمع لا واحد له من لفظه ، وهو مأخوذ من العَلَمِ لأنه يدل على موجده؛ كذا قال الزَّجَّاج ، قال أبو حَيَّان : الألف واللام في العَالَمِينَ لِلاستغراقِ ، وهو جمع سلامة ، مفرده عَالَمٌ ، اسم جمع .

وقوله تعالى (الرَّحمَن الرَّحِيْم) معنى الرحمن هو الله العاطف على البار والفاجر بالرزق لهم ودفع الآفات عنهم والرحيم هوه الذى يستر عليهم الذنوب فى الدنيا ويرحمهم فى الأخرة فيدخلهم الجنة وهذا خاص بالمؤمنين كما قال تعالو وكان بالمؤمنين رحيما .

وقوله تعالى (مَالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ) أى باثبات الألف عند عاصم والكسائى ويعقوب . وقرأ أهل الحرمين ورجحه الزمخشرى ملك يوم الدين بكسر اللام وباسكانها، كلاهما صحيح متواتر فى قراءة السبع أى مالك يوم البعث والجزاء وقد يجزى الله المحسن والمسيئ والمطيع والعاصى كما فى قوله : ليجزى الذين اساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى . وقال الشيخ النووى الينتنى إذا قرئ بمالك باثبات الألف الزائدة فمعناه إن الله تعالى متصرف فى الأمر كله يوم القيامة كما قال تعالى لاتملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله . وإذا قرئ بقصر الميم وبكسر مابعدها فمعناه إن الله متصرف فى أمر القيامة بالأمر والنهى . وقال بعضهم إن الملك أعظم الناس وأشرفهم فكان المالك يكون فى كل واحد من أهل البَلد أماالملك لايكون كذلك . فالملك أشرف وأجل من المالك . وبعضهم يقول إن المالك أشرف وأعظم من الملك لأن الملك ملك للرعيّة والمالك مالك للعبد والعبد أدون حالا من الرعية فاالله مالك العبد واحدا فواحدا ويجزيهم واحدا فواحدا يوم الدين . ومعنى الدين الجزاء والحساب . وفى الحديث الكيِّس مَن دان أى حاسَب نفسه وعمِل لما بعد الموت . وعن عمر رضى الله عنه : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا " أى قبل أن تحسب أعمالكم فى يوم الجزاء . ومن الفوائد التى ذكرهاالله تعالى خمسة أسماء فى هذه السورة وهى الله والرب والرحمن والرحيم والمالك كأنه يقول خلقتك أولا فأنا إله وأمرتك بالمعروف ونهيتك بالمنكر لأنى رب ثم إذا دعوت النعم من الأرزاق والمصالح فأجبته لأنى رحمن وإذا تبت من اعمالك السيئات فغفرت لك لأنى رحيم ثم لابد من إيصال الجزاء إليك يوم الحساب لأنه مالك يومِ الدين .

وقوله تعالى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِيْنُ) أى بك نستعين على عبادتك فلا حول عن المعصية إلا بعصمتك ولا قوة على الطاعة إلا بتوفيقك . كانت هذه الأيات الثلاث التى تقدمت هذه الأية تقريرا للحقيقة فى جانب الربوبية وعظمتها وعموم سلطانها وسعة رحمتها وتقريرا لجميع أمولا الدنيا والآخرة . ثم جائت هذه الأية لتقرر أن الذى يجدر بنا أن نعبده وأن نستعين به إنما هو الله الذى تجلت أوصافه ووضحت عظمته وثبتب هيمنته على هذاالكون.

ولفظ "إيّا" بالتشديد وبالتخفيف قراءة شاذة مردوة كما قرأه عمر بن فايِد لأنه ضوء الشمس وهو ضميرنصب منفصل يتصل بسائر ضمائر النصب إياي إياكَ إيّاكِ إياكما إيّاكم إياكنّ ... . و"الكاف" التى تلحق به للخطاب. والعبارة فى هذه الأية تفيد أن الطاعة البالغة حد النهاية فى الخضوع والخشوع والتعظيم . والعبادة الصحيحة تتأتّى أى تسهّل للمسلم بتحصيل الأمرين : إخلاصها لله سبحانه وتعالى وموافقتها لما جاء به النبـى صلى الله عليه وسلم . ومعناها فى اللغة الذلة وفى الشرع عبارة عما فى يجمع كمال المحبة والخضوع والخشوع ، وقدم المفعول وهو إيّاك وكرر للاهتمام والحصر أى لانعبد إلاإيّاك ولانتوكل إلاعليك وهذا العمل هو كمال الطاعة لله تعالى. فإيّاك الأول تبرؤ من الشرك والثان من الحول والقوة والتفويض إلى الله عز وجل. وقوله "نعـبد" بالنون الجمع إن كان الرجل يصلى وحده فمعناه أعبدك والملائكة معى فى العبادة وإن كان يصلى بالجماعة فمعناه أعبد مع الذين يعبد ون الله والملائكة معى وهذا يدل على أن العبادة أحسن ماتكون فى جماعة المؤمنين وللإشعار بأن المؤمنين المخلصين يكونون فى اتحادهم وإخائهم بحيث يقوم كل واحد منهم فى شئون الدنيوبة والأخروية . وكأنه تعالى قال لعبده لما أثنيت علينا بقولك الحمد لله رب العالمين ن الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين وفوّضت إلينا جميع محامد الدنيا والآخرة فقد عظم قدرك عندنا وتمكنت منزلتك فى حضرتنا فلا تقتصر على أمورك وحدك ولكنَّ أ مور جميع المسلمين فى أنحاء العالم . وكأن العبد يقول : إلهى مابلغت عبادتى إلى حيث استحق أن أذكرها وحدها ، لأنها ممزوجة بجهات التقصير ، ولكنى أخلطها بعبادات جميع العابدين ، وأذكر الكل بعبادة واحدة وأقول إياك نعبد .

وقال الشيخ الصابونى فى صفوة التفاسير : وردت الصيغة بلفظ الجمع " نعبد ونستعين" ولم يقل أعبد وأستعين للإعتراف بقصور العبد على الوقوف فى باب الملك الملوك . فكأنه يقول : أنا يارب العبد الحقير الذليل لايليق بى أن أقف هذاالموقف فى مناجاتك بمفردى بل أنضمّ إلى سلك المؤمنين الموحدين فتقبل دعائى فى زمرتهم فنحن جميعا نعبد ونستعين بك .

وقدمت العبادة على الاستعانة لكون الأولى وسيلة إلى الثانية ، وتقديم الوسائل سبب فى تحصيل المطالب ، وليدل على أنهم لايستقلون بإقامة العبادات بل إن عون الله الذى يسر لهم أداءها.

ثم بين الله تعالى أن أفضل شىء يطلبه العبد من ربه إنما هو هدايته إلى الطريق الذى يوصل إلى أسمى الغايات وأعظم المقاصد . والعبادة توجب زوال ضيق القلب كما قال تعالى فى آخر سورة الحجر : ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين . ثم أمر الله تعالى بأربعة أشياء التسبيح وهو قوله فسبح والتحميد وهو قوله بحمد ربك والسجود وهو قوله وكن من الساجدين والعبادة وهى قوله واعبد ربك حتى يأتيك اليقين . وهذا يدل على أن العبادة تزيل ضيق القلب وتفيد انشراح الصدر وما ذاك إلا لأن العبادة توجب الرجوع والتوكّل لله تعالى . وذلك يوجب زوال الضيق .

(إِهْدِناَالصِّرَاطَ اْلمُسْتَقِيْمَ) ومعنى الهداية هى الإرشاد والدلالة بلطف على ما يوصل إلى البُغية . وتستند الهداية إلى الله وإلى النبى وإلى القرآن . وقد يراد منها الإيصال إلى ما فيه خير وهى بهذاالمعنى لا تضاف إلى الله تعالى. وتقال بمعن التبيـين كما فى قوله تعالى : وأما ثمودُ فهديناهم ، أى بينا لهم طريق الخير. أو بمعنى الإلهام كما فى قوله تعالى : قال فمن ربُّكما يا موسى . قال ربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هَدى .

قال المفسرون معناها : ألهم الحيوانات كلها إلى منافعها. أو بمعنى الدعاء فى قوله تعالى : ولكل قوم هآد . أى داع قراءة الجمهور بالصاد وقرئ السراطَ على لغة قريش وقرئ بالزاى ، أى زدنا وارشِدْنا إلى هدايتك إلى طريقك الحق ودينك المستقيم وثبتنا على الإسلام الذى بعثتَ به أنبياءَك ورسلك وأرسلت به خاتمَ المرسلين ، واجعلنا ممن سلك طريق المقربين . قال بعضهم : إن قوله تعالى "صراطالذين أنعمت عليهم" بدل من "الصراط المستقيم" مإذا كان كذلك إهدناصرتط من أنعمت عليهم من المتقدمين ومن تقدمَنا من الأمم ما كان لهم القرآن والإسلام. وإنما قال بالصراط ولم يقل السبيل ولاالطريق وإن كان الكل واحدا فى المعنى لِيكون لفظ الصراط مذكرا لصراط جهنم فيكون الإنسان على مزيد خوف وخشية . والصراط هو الشىء إذاابتلعه وسمى لطريق بذلك لأنه يبتلع المآرّين فيه وتبدل سينه صادا على لغة قريش. وأما المستقيم فهو المعتدل الذى لااعوجاج فيه . وإنما قال بالمستقيم ولم يقل بالصواب لأن كل مستقيم صواب وليس لكل صواب مستقيما . والصواب اطلاق الاستقامة على الحسن والمستقيم هو الجارى على سنن وإن كان قبيحا.

وقوله تعالى "صِرَاطَ اَّلذِيْنَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ"

Untuk Risalah 2 menyusul

Tidak ada komentar:

Posting Komentar